الأخبار

ستظل أسعار النفط تتأرجح بين عوامل الضغط على الطلب وما يقابلها من ضغوط على المعروض، على الرغم من المكاسب التي تحققت اليوم، في ظل استمرار أثر الرسوم الجمركية التي تعهد بها الرئيس الأمريكي دونالد ترمب ونفذ جزءا يسيرا منها، وفقا لما يراه محللون.

ارتفعت أسعار النفط وسط هذه التوترات الجيوسياسية، لكن الضغوط على السوق استمرت بعد 3 انخفاضات أسبوعية متتالية، بحسب محللين تحدثوا لـ”الاقتصادية”، وسط مخاوف بشأن عدم اليقين الاقتصادي وتقلب الطلب.

وبحلول الساعة 01:00 بتوقيت جرينتش اليوم الاثنين، كان خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي مرتفعا 1.39% على أساس يومي إلى 71.99 دولار للبرميل، في حين ارتفع خام برنت 1.37% إلى 75.69 دولار، لكن الخامين ما زالا منخفضين 4.90% و4.01% بالترتيب على أساس شهري.

ومن المرجح أن يستمر أثر الرسوم الجمركيّة بين الولايات المتحدة والشركاء التجاريين على أسعار النفط الخام في الأسابيع والأشهر المقبلة، وفقا لشركة “آي.جي” المتخصصة في تقديم استشارات الأسواق.

في المقابل، يرى بنك “أيه.إن.زد” أن السوق تركّز إلى حد كبير على جانب ضعف الطلب الناتج عن تصاعد التوترات التجارية، ويتوقع أن “تظل سياسات الرئيس الأمريكي دونالد ترمب داعمة للنفط” مشيرا إلى إمكانية فرض عقوبات أوسع نطاقا على إيران وروسيا.

ضغوط على الأسعار

ارتفعت أسعار النفط لليوم الثاني على التوالي وسط مخاوف من احتمال تعطل إمدادات النفط الإيرانية، وفقا لما يراه مدير شركة “إنرجي شتايرمارك ” النمساوية للطاقة مارتن جراف.

لكن “المخاوف تتزايد من أنّ الرسوم الجمركية التي يفرضها ترمب على التجارة من شأنها أن تعيق النمو العالمي، وتخفف من مكاسب الطلب على الوقود، كما تسهم القوة المتواضعة للدولار الأمريكي في إبقاء سقف على الاتجاه الصعودي لأسعار الخام”، بحسب ما قاله جراف لـ”الاقتصادية”.

وبدأت أسعار النفط تعاملات هذا الأسبوع على ارتفاع “حيث استوعب المتداولون أخبار إعلان الرئيس ترمب عن فرض رسوم جمركية على جميع واردات الصلب والألمنيوم إلى الولايات المتحدة” وفقا لمدير معهد فيينا للبحوث والدراسات الاقتصادية الدولية ماريو هولتسنر .

ويخطط ترمب لفرض رسوم جمركية 25% على واردات أمريكا من الصلب والألمنيوم، وفقا لما أعلنه خلال توجّهه إلى الطائرة الرئاسية لحضور مباراة في بطولة السوبر بول في نيو أورلينز أمس الأحد.

وبينما كشف ترمب عن نيته الإعلان عن تلك الرسوم الجمركية اليوم الاثنين، فإنه لم يحدّد متى ستدخل الرسوم حيز التنفيذ.

كان الرئيس الأمريكي قد لوّح مرارا بفرض رسوم جمركية واستخدام ذلك وسيلة لدفع الدول التي تقيم شراكات تجارية مع الولايات المتحدة إلى تعديل سياساتها بما يتماشى مع أولوياته.

وبينما يرى محللون متخصصون في أسواق النفط أن العقوبات المفروضة على الدول الرئيسية المنتجة للنفط أثرت في طرق الإمداد وعلى الصادرات إلى كبار المستهلكين مثل الصين والهند، يؤكد مدير الاقتصاد الدولي في الغرفة الاقتصادية النمساوية مايكل أوتر أن أسعار الخام “تواجه ضغوطا هبوطية”.

وقال ايضا إن “حالة عدم اليقين بشأن ديناميات التجارة، وقيود العرض، قد تؤدي إلى تقلبات قصيرة الأجل، ما يجعل المتداولين حذرين بشأن تحركات الأسعار في المستقبل”.