اثنين أسود في الأسواق.. الشرارة من نيكاي والتداعيات أمريكية وتاسي يلتقط الأنفاس
في مشهد يكرر ذكرى انهيار الاثنين الأسود للأسهم اليابانية في عام 1987، سجلت الأسواق العالمية تراجعات حادة اليوم طالت الأسهم الآسيوية والأوروبية والعربية، فيما واصلت الأسواق الأمريكية نزيف النقاط في تعاملات ما قبل الافتتاح.
وأرجع الرئيس الأمريكي السابق والمرشح الرئاسي دونالد ترمب سبب انهيار أسواق المال إلى القيادة الأمريكية غير الكفؤة قائلا: “كنت قد أخبرتكم بذلك، كامالا ليس لديها أدنى فكرة عما يحدث و”بايدن نائم”.
وهبط سهم شركة أبل بنسبة 10 % في تداولات ما قبل الافتتاح، بعد خفض شركة بيركشاير هاثاواي التابعة لوارن بافيت حصتها في صانعة iPhone بنسبة 50 % تقريبا، ما يشير إلى أن الملياردير الأمريكي يزداد قلقا بشأن اقتصاد الولايات المتحدة أو تقييمات سوق الأسهم التي أصبحت مرتفعة للغاية.
في حين هوى سهم إنفيديا 10 % بعد تقارير عن تأخير في إطلاق شرائح الذكاء الاصطناعي القادمة بسبب عيوب في التصميم. وتراجعت العقود الآجلة لمؤشر الأسهم الأمريكية يوم الاثنين، مع انخفاض مؤشر ناسداك بنسبة 4 % تقريبا في التعاملات مع قبل الافتتاح، مع انتشار المخاوف من انزلاق الولايات المتحدة إلى الركود في الأسواق العالمية.
وتعرضت أسواق الأسهم من آسيا إلى أوروبا لضربة قوية وانخفضت عائدات السندات مع اندفاع المستثمرين إلى أصول الملاذ الآمن ومراهنة المستثمرين على أن مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي سيحتاج إلى خفض أسعار الفائدة بسرعة لتحفيز النمو.
وانخفضت جميع الأسهم الضخمة وأسهم النمو، وهي المحرك الرئيس للمؤشرات التي وصلت إلى مستويات قياسية في وقت سابق من هذا العام، بشكل حاد في تداولات ما قبل السوق.
وهبط كل من الدولار واليورو بنسبة 2 % مقابل الين الياباني، مع تزايد قلق المستثمرين من ركود اقتصادي في الولايات المتحدة.
وفيما تعرض مؤشر الأسهم السعودية “تاسي” إلى ضغوط أفقدته 436 نقطة مطلع التداولات، لكنه التقط الأنفاس وقلص خسائره إلى النصف خلال التداولات عند 11494 نقطة ، اقتفت الأسواق الخليجية الأخرى أثر الأسواق العالمية في الهبوط مع هيمنة المخاوف الجيوسياسية في المنطقة على معنويات المتعاملين ، الذين زادت مخاوفهم من اتساع رقعة النزاع في الشرق الأوسط، فضلا عن العامل الأساسي الضاغط على الأسواق وهو الركود الأمريكي المحتمل.
في أوروبا، تراجعت مؤشرات الأسهم الرئيسة عند الافتتاح لتنخفض في باريس بنسبة 2.42 % ولندن 1.95% وفرانكفورت 2.49 %، وأمستردام 3.05%، وميلانو 3.31 %، وزوريرخ 2.97 %، ومدريد 2.79 %.
وعلّق ستيفن إينيس، المحلل في شركة إدارة الأصول SPI Asset Management، بأن هذا التراجع “سببه تقرير الوظائف الأمريكي الذي نُشر الجمعة وانعكس في انخفاض عوائد الأسهم والسندات” في بورصة وول ستريت في نيويورك.
ارتفع معدل البطالة الأمريكي في يوليو إلى 4.3 % مقابل 4.1 % كانت متوقعة. وهو أعلى معدل بطالة منذ أكتوبر 2021.
على الإثر، انخفضت عوائد السندات على نحو ملحوظ وهو ما أشار إلى أن الاحتياطي الفيدرالي يمكن أن يلجأ إلى خفض أسعار الفائدة على نحو أكبر مما كان متوقعا.
وقال إينيس إنه في حال “خفض الاحتياطي الفيدرالي في سبتمبر الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس”، بدلاً من 25 نقطة توقعها السوق، “فستكون هذه طريقته للإقرار” بأنه استغرق وقتا طويلا قبل تليين سياسته النقدية.
إلى ذلك، رأى محللو دويتشه بنك أن حجم توقعات السوق بشأن عدد مرات تخفيض أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي “على مدى الـ12 شهرا المقبلة، لا يُرى عادة إلا خلال فترات الركود”.
وفي سوق السندات، واصلت أسعار الفائدة الأمريكية التي تتحرك في الاتجاه المعاكس لأسعار السندات تراجعها، لتصل إلى 3.76 % في الساعة (07:25) بتوقيت غرينتش، مقارنة مع 3.79 % الجمعة للسندات التي يبلغ أجلها 10 سنوات، وهو ما يظهر اهتمام المستثمرين بالتوجه إلى أصول توفر مزيدا من الأمان مقارنة بالأسهم التي تعد أصولاً محفوفة بالمخاطر.
في أسواق الأسهم الآسيوية، كان انخفاض المؤشرات أكثر وضوحاً الإثنين، لا سيما في طوكيو التي تراجع مؤشرها الرئيس، نيكاي، بنسبة 12.4 %، بمقدار 4400 نقطة مسجلاً أسوأ انخفاض تاريخي له منذ انهيار سوق الأسهم في أكتوبر 1987. وهبط مؤشر توبكس الأوسع نطاقا بنسبة 12.23%.
وانخفضت بورصتا تايوان بأكثر من 8%، وسيول بأكثر من 9%.
وتراجعت أسواق الأسهم الصينية على نحو أكثر اعتدالا، فانخفض مؤشر هونج كونج هانغ سنغ 2.13 % في التعاملات الأخيرة. وانخفض مؤشر شنغهاي المركب بنسبة 1.54% ومؤشر شنتشن بنسبة 1.85%.
وقال ديلين وو، الخبير الإستراتيجي لدى مؤسسة Pepperstone “يبدو أن السبب المباشر للابتعاد عن المخاطرة هو الارتفاع غير المتوقع في أسعار الفائدة” الذي أعلنه بنك اليابان الأربعاء.
وأدى هذا التشدد النقدي بعد سنوات من أسعار الفائدة السلبية، إلى جانب تباطؤ النشاط الاقتصادي الأمريكي، إلى تسريع ارتفاع الين بشكل ملحوظ، مدعومًا أيضًا بتدخلات البنك المركزي الياباني في سوق الصرف الأجنبية.
إلا أن حركة سعر الصرف هذه تعد سلبية بالنسبة للشركات اليابانية المصدرة التي استفادت من انخفاض العملة اليابانية.
وانخفض الدولار 2.17% إلى 143.35 يناً، وتراجع اليورو 1.99% إلى 156.72 يناً.
وانخفضت عملة البيتكوين 11.70% إلى 52217 دولارًا.
كما تعرضت أسهم البنوك بشكل خاص لضغوط كبيرة.
وفي اليابان انخفض سهم مجموعة ميتسوبيشي يو إف جيه المالية بنسبة 13.5%، ومجموعة سوميتومو ميتسوي المالية بنسبة 14.6%، وميزوهو بنسبة 12.8%، ونومورا بنسبة 18.59%.
وفي أوروبا، تراجع بنك يونكريديت بنسبة 6.54%، وإنتيسا سان باولو في ميلانو بنسبة 5.57%، ودويتشه بنك في فرانكفورت بنسبة 5.12%، وسوسيتيه جنرال في باريس بنسبة 5.05%، وباركليز في لندن بنسبة 5.08%.
كما انخفضت أسهم قطاع التكنولوجيا أيضًا على نحو ملحوظ.
ففي أمستردام، تراجع سهم ASML بنسبة 4.46% وسهم BE Semiconductor Industries بنسبة 5.17%.
وفي فرانكفورت، انخفض سهم إنفينيون Infineon بنسبة 2.34%. وفي باريس، انخفض سهم STMicroelectronics بنسبة 5.10% وCapgemini بنسبة 2.93%.