الأخبار

بريق أسهم الذكاء الاصطناعي يخبو .. دورة الاستثمار تتحول

هبت رياح معاكسة قوية على أسهم التكنولوجيا الشهر الماضي، دفعتها أرباح ربع سنوية مخيبة للآمال ومعنويات عزوف عن المخاطرة سادت في الأسواق العالمية، حيث بدأ المستثمرون في إغلاق مراكزهم في أسهم الذكاء الاصطناعي، وإعادة تخصيص الأموال للقطاعات التي من المرجح أن تستفيد من انخفاض الفائدة، مثل العقارات والمرافق.

في وول ستريت، شهدت معظم أسهم شركات “العظماء السبعة” انخفاضات حادة خلال الشهر الماضي، إذ خسرت شركات الذكاء الاصطناعي الرائدة مثل مايكروسوفت وإنفيديا أكثر من 10 %، ما جعلها تمر في منطقة تصحيح.

وكانت ميتا هي شركة التكنولوجيا العملاقة الوحيدة التي تفوقت في الأداء على مؤشر ستاندرد آند بورز 500، مسجلة مكسبا متواضعا بلغ 1 %، بينما انخفضت تسلا 17 % بسبب التباطؤ المستمر في مبيعات السيارات الكهربائية.

ووفقا لـ “يورو نيوز”، تأثرت أكبر شركة تكنولوجيا “أيه إس إم إل” الهولندية، التي غالبا ما تعد مقياسا لأسهم الذكاء الاصطناعي في أوروبا، بالقيود الأمريكية الصارمة على تصدير الرقائق إلى الصين.

أيضا شهدت الأسهم المرتبطة بالذكاء الاصطناعي في آسيا انخفاضات حادة خلال الشهر الماضي، ما يسلط الضوء على تحول في دورة الاستثمار مع تطور الظروف الاقتصادية، كما يبدو أن المستثمرين يفحصون نمو الأرباح عن كثب أكثر من المعتاد، خاصة لشركات الذكاء الاصطناعي سريعة النمو.

أعلنت كثير من شركات التكنولوجيا الكبرى تباطؤ نمو الأرباح في الربع الثاني بسبب 3 عوامل رئيسة: قيود القدرة الإنتاجية، وارتفاع الإنفاق الرأسمالي على البنية التحتية للذكاء الاصطناعي، والتباطؤ الاقتصادي في الصين.

وحذرت شركة تايوان لصناعة أشباه الموصلات، أكبر مصنّع لشرائح أشباه الموصلات في العالم، من أن إنتاج شرائح الذكاء الاصطناعي سيظل مقيدا حتى 2025، لفترة أطول مما كان متوقعا في السابق.

فيما أدى الطلب المتزايد على شرائح الذكاء الاصطناعي إلى تفاقم ضغوط الإنتاج، وتفاقم قيود القدرة الإنتاجية، وفقا لقادة الصناعة. يعتقد محللون أن توسيع القدرات الإنتاجية يمثل تحديا يواجه جميع شركات الحوسبة الكبيرة.

ونتيجة لذلك، ستحتاج شركات التكنولوجيا إلى زيادة إنفاقها على مشاريع الذكاء الاصطناعي لمواكبة متطلبات الحوسبة والحفاظ على ريادتها في الصناعة. يقدر جولدمان ساكس أن شركات التكنولوجيا الأمريكية العملاقة ستستثمر مجتمعة أكثر من تريليون دولار (0.91 تريليون يورو) في الأعوام القادمة.

إضافة إلى أن التدابير السياسية الأمريكية الرامية إلى الحد من التقدم التكنولوجي في الصين وتباطؤ النمو في البلاد قد يؤثران في نمو شركات الذكاء الاصطناعي.

كما أثر الطلب المحلي البطيء في الصين والمنافسة المتزايدة من المنافسين المحليين بشكل ملحوظ في أداء شركات مثل تسلا وأبل، ما يزيد الأخطار التي تواجه الشركات الأساسية في مجال التكنولوجيا وسط التوترات الجيوسياسية المتزايدة والاتجاه نحو التراجع عن العولمة.

وبدأت بعض البنوك المركزية الكبرى دورة خفض أسعار الفائدة، وبعضها تستعد لذلك، استجابة لتراجع التضخم وتباطؤ النمو الاقتصادي. نتيجة لذلك، بدأت قطاعات مثل المرافق والعقارات، التي كانت الأكثر تضررا من ارتفاع الفائدة في 2022 و 2023، تستعيد تفضيل المستثمرين، في حين تباع أسهم التكنولوجيا المدفوعة بالذكاء الاصطناعي لتأمين الأرباح.

فيما تتجه هذا الأسبوع كل الأنظار إلى بيانات التضخم القادمة من بريطانيا وأمريكا، إذ يسعى المستثمرون إلى قياس التحولات الاقتصادية الكلية وكشف أدلة حول اتجاهات السوق المستقبلية.

مشاركة:

السياحة في تركيا
Tourism in Turkey
Türkiye'de Turizm