عُمان الوجهة القادمة الأبرز لمحبي المغامرة
ربما تتوارى سلطنة عُمان عن الأضواء أحيانًا ببريق جارتها الإمارات العربية المتحدة، إلا أنها كالقطعة الثمينة التي تُكمل لوحة إبداعية، فبينما تضم دبي ناطحات سحاب وجزراً من صنع الإنسان، تتميز عُمان بالقمم الوعرة والشواطئ الرملية البيضاء.
وبدلاً من التسوق للحصول على ساعة مرصعة بالألماس من “باتك فيليب” أو حتى سيارة فارهة من “لامبورغيني” ، يفضل أغلب العُمانيين الحصول على كوب جيد من شاي الكرك، وهو شاي بالحليب على الطريقة الهندية مع الهيل والقرفة والزنجبيل، لتصبح عُمان الوجهة المناسبة للترفيه عن النفس والتخفيف من التوتر.
وتجعل المناظر الطبيعية الخلابة في أنحاء البلاد منها وجهةً تجذب الباحثين عن المغامرة أكثر فأكثر، حيث يمكن التنقل من البحر إلى الجبال إلى الصحراء في نهار واحد، وبفضل مجموعة من الفنادق الجديدة الطموحة، أصبح الآن من الممكن الاستمتاع بهذه الإثارة وأنت مسترخٍ في منتجع عالمي المستوى.
ولم يعد سراً أن السلطنة قد رحبت بعدد قياسي من الزائرين خلال الأعوام القليلة الماضية، فإذا كنت متجّهاً إلى دبي في رحلة عمل قريباً، عليك تمديد رحلتك وزيارة عُمان قبل مزاحمة الكم الهائل من السياح لك. أما اختيار الأماكن التي ستزورها في السلطنة فيعتمد على نوع الإثارة الذي تبحث عنه.
التنزه سيراً على الأقدام لاستكشاف الجبل الأخضر
تستغرق قيادة سيارة رباعية الدفع 4 ساعات فقط من دبي إلى الجبل الأخضر في عُمان، حيث القمم والوديان مهيأة لمسير لمسافات طويلة، إضافة إلى الارتفاعات التي تكاد تصل إلى 2 كيلومتر فوق سطح البحر، لتجعل المكان مميزاً للتدريب فوق المرتفعات، وإذا كنت تخطط للقيام برحلتك بين مارس ومايو، حينها ستحظى بفرصة التمتع بموسم الورد، حين تكتسي التلال بحُلّة قرمزية اللون.
ويمكنك الإقامة في منتجع أنانتارا الجبل الأخضر، والذي يضم 115 غرفة، ويبرز كالقلعة من قلب “هضبة سيق” الخصبة، مع إطلالات على الوادي الضيق، وسيساعدك “مرشدو الجبل” من المقيمين هناك في رسم خط سير الرحلة المثالي، حيث يمكنك الهبوط إلى عمق الوادي الضيق، أو التنزه سيراً عبر ثلاث قرى قديمة قريبة، أو النزول إلى وادي الشلالات.
ولا داعي للقلق، فليست الطرق بطولها شاقة؛ بل سيجد مرشدك بقعة خلابة تناسب احتساء فنجان من القهوة العمانية الممزوجة بالهيل، بجوار أحد جداول المنطقة.
الغوص بموازاة شبه جزيرة “مسندم”
يعرف الغواصون الخبراء أن البحر قبالة شواطئ شبه الجزيرة العربية هو من أفضل مواقع الغطس في العالم الذي لا يأخذ قدره، فالشعاب المرجانية في جزر “الديمانيات” تُعد محمية طبيعية في خليج عُمان، فهي تحوي عددًا من أسماك قرش الغيتار والسلاحف صقرية المنقار وأسماك الرقيطة وإنقليس المورايية وفرس البحر. فما عليك سوى القيادة على امتداد الساحل من مسقط لمدة ساعة، ثم القيام برحلة على متن قارب لمدة ساعة أخرى، وهي خطة مناسبة لرحلة ليوم واحد أو مغامرة غوص شيقة في عطلة نهاية الأسبوع.
للتمتع بمزيد من الانعزال بعيداً، توجَّه إلى منتجع “سيكيس سينس-زيغي باي” (Six Senses Zighy Bay)، الذي يضم 82 خياراً من الفلل والأجنحة الحجرية في الطرف الشمالي من سلطنة عُمان، حيث يمكن للضيوف اختيار تجربة الوصول بالمظلات من أعلى المنحدر إلى شاطئ الفندق الخاص، لتكون بداية مُشبَعة بالأدرينالين لعطلة شيّقة.
وفي هذه البقعة من شبه جزيرة مسندم، يمكنك البحث عن أسماك قرش النمر وسط الشعاب المرجانية النادرة وعلى عمق المنحدرات الشاهقة، وحينها ستحصل على متعة إضافية تتمثل في رؤية جميع التضاريس الفريدة التي تشبه المضيق البحري وكأنها مخصصة لك وحدك.
القيادة عبر الكثبان الرملية في صحراء “وهيبة”
لمسافة تستغرق ساعتين جنوب مسقط، يمكنك الخروج في جولة عبر الكثبان الرملية في صحراء وهيبة مع سائق ماهر في سيارة رباعية الدفع، فتصبح كأنك تركب لعبة أفعوانية سريعة في مدينة الألعاب، تتماوج مع القمم الذهبية الناعمة وتنزلق مع وديانها الضحلة.
بعد ذلك، عليك الذهاب للتخييم بين التضاريس الصحراوية القاسية مع شركة الهدهد، التي تنصب خيامها الفخمة ذات الطابع البدوي في الرمال، وكأنها واحة مدهشة مزودة بالفراش الناعم والمنسوجات المحلية والحمامات والمراحيض الخاصة، لكن الأمر لا يتعلق فقط بنعومة الخيوط والوجبات متعددة الأطباق، بل بالهدوء التّام الذي يجسّد أعلى درجات الراحة.
جلسة تأمل فاتنة في صلالة
في صلالة، المدينة الساحلية الواقعة على الساحل الجنوبي لسلطنة عمان، يمكن حتى لرحلة روحية أن تتخذ طابع المغامرة؛ حيث تحظى المنطقة بشعبية بين سكان الخليج خلال ما يسمى بخريف الصيف أو موسم الأمطار؛ إذ إن الرياح الموسمية شيء جديد بالنسبة للسعوديين والإماراتيين الذين يتدفقون بأعداد كبيرة للاستراحة من الحرارة. أما بقية العام، فيأتي الزائرون بحثاً عن السماء المشمسة ودرجات الحرارة المعتدلة والشواطئ الصافية.
اجعل منتجع “البليد – صلالة” بإدارة أنانتارا وجهتك الأخيرة، فهو ملاذ يجمع شفاء الشرق والغرب مع 136 غرفة يكسوها اللون الأبيض. إذ يمكنك التسجيل في جلسة تأمل موسيقية مستوحاة من شعب التّبت في الصحراء لتجربة ذهنية وجسدية خيالية. وسيرافقك متخصص في العلاج الطبيعي في عمق الربع الخالي الذي تقارب مساحته 650 ألف كيلومتر، ليمنحك فرصة عيش طقوس قديمة على قمة الكثبان الرملية قبل غروب الشمس مباشرةً، وبعدها خذ بضع لحظات مع أفكارك الخاصة تحت سماء تملؤها النجوم اللامعة.