ملياردير شركة الأجهزة الطبية Masimo يقاضي شركة أبل
أنفق جو كياني، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة الأجهزة الطبية Masimo، نحو 60 مليون دولار لمحاربة الشركة التي تبلغ قيمتها 3 تريليونات دولار في المحكمة بسبب ساعة أبل، لكنه يواجه أيضًا معركة في مجلس الإدارة حول سياسته لتكنولوجيا المستهلك.
سوق الأجهزة القابلة للارتداء
في مايو/ أيار 2013، ذهب جو كياني إلى اجتماع في المقر الرئيسي لشركة أبل في كوبرتينو لمناقشة إمكانية التعاون بين الشركتين.
كانت الشركة الكبيرة في مجال تكنولوجيا المستهلك في طور تطوير ساعة أبل واستكشاف طرق لدمج أجهزة استشعار صحية مختلفة.
تأسست شركة Masimo في عام 1989، وتشتهر بأجهزة مقاييس التأكسج النبضي، التي تستخدمها المستشفيات في قياس مستوى الأكسجين في دم المرضى.
يقول كياني: “اعتقدت أن أبل ستكون شريكًا رائعًا يأخذ تقنياتنا ويتيحها للجماهير”.
كانت شركة Masimo واحدة من 28 شركة التقت بها أبل فيما يتعلق بمشروع الساعات. وكان المسؤولون التنفيذيون في أبل يدرسون الاستحواذ على الشركة، لكنهم قرروا في النهاية رفضها لأن منتجات Masimo التي تركز على المستشفيات كانت خارج نطاق التركيز الأساسي للمستهلكين في شركة أبل.
بعد عشر سنوات، دخلت أبل والشركة التي رفضت الاستحواذ عليها في معركة قانونية متعددة الجبهات حول ساعات أبل.
تستحوذ شركة أبل على أكثر من 56% من سوق الساعات الذكية العالمية التي من المتوقع أن تصل إلى 33 مليار دولار في عام 2023، وفقًا لشركة الأبحاث IDC.
فيما تتوقع الشركة أن يصل حجم السوق العالمي الأكبر للأجهزة القابلة للارتداء إلى ما يقرب من 63 مليار دولار.
النزاع القانوني
تبرز هذه المعارك القانونية مع دخول كياني، الذي تقدر فوربس ثروته بنحو 1.2 مليار دولار، إلى سوق المستهلك من خلال “ساعة صحية” بقيمة 499 دولارًا تم إصدارها في أغسطس/ آب الماضي، ومن المتوقع طرح ساعة ذكية بقيمة 999 دولارًا هذا الخريف، بالإضافة إلى مجموعة من الأجهزة الأخرى القابلة للارتداء.
زعم الملياردير البالغ من العمر 58 عامًا أن شركة أبل سرقت موظفيه وأسرارًا تجارية، كما انتهكت براءات اختراع شركته المتعلقة بقياس التأكسج النبضي وغيرها.
في حين أنكرت شركة أبل الاتهامات وانتهت قضية الأسرار التجارية في محاكمة في مايو/ أيار، على الرغم من تعهد كياني بإعادة المحاكمة.
ويعد أكثر ما يشغل بال أبل والشركة المصنعة للأجهزة الطبية القرار المتوقع في منتصف يوليو/ تموز من لجنة التجارة الدولية، الذي قد يكون نقطة تحول رئيسية في المعركة.
تراجع اللجنة قرارًا سابقًا من قاضٍ وجد أن شركة أبل انتهكت اثنين من مطالبات براءة اختراع Masimo. إذا انضمت الوكالة إلى شركة Masimo، فمن المحتمل أن يؤدي ذلك إلى حظر استيراد بعض ساعات أبل.
من جهة أخرى، قال محامو شركة أبل في ملف أن الشركة تحاول “ممارسة الضغوط” لإخراج ساعات أبل من السوق الأميركية، بما قد يضر بالمستهلكين وربما يعيق البحث الطبي.
المغامرة في سوق جديدة
بعد أكثر من ثلاثة عقود من بيع منتجاتها للمستشفيات، يخوض كياني مغامرة ضخمة على مستقبل أعمال شركته، لكن لا يبدو أن مستثمري وول ستريت متحمسون للفكرة.
أدى قرار كياني بشراء شركة Sound United لمصنِّع مكبرات الصوت مقابل مليار دولار العام الماضي من أجل كسب قنوات التوزيع الاستهلاكية الخاصة بها، إلى خسارة 5 مليارات دولار من القيمة السوقية للشركة بين عشية وضحاها حيث تراجع سعر السهم.
(تبلغ القيمة السوقية الحالية لشركة ماسيمو 8.7 مليار دولار). جذبت هذه الخطوة شركة الاستثمار بوليتان كابيتال مانجمنت، بقيادة كوينتين كوفي، للاستحواذ على حصة 9% في شركة ماسيمو تبلغ قيمتها 800 مليون دولار.
في رسالة إلى المساهمين، قال كوفي إن مجلس الإدارة الحالي قد فشل في كبح جماح كياني، الذي يشغل منصب الرئيس التنفيذي ورئيس مجلس الإدارة، وسمح له باتباع “استراتيجية غير مركزة” بعيدًا عن الأعمال الأساسية للشركة.
يبدو أن غالبية مساهمي Masimo يتشاركون مشاعر القلق، إذ صوتوا هذا الأسبوع لإضافة كوفي ومرشحة أخرى، هي ميشيل برينان، التنفيذية السابقة لشركة جونسون آند جونسون، إلى مجلس الإدارة.
ومع ذلك، يبدو أن أعضاء مجلس الإدارة الجدد يتفقون مع كياني بخصوص الدعوى القضائية ضد أبل.
من جانبها، تقول شركة أبل إن شركة Masimo في الواقع تنسخ تقنيتها في الوقت الذي تحاول فيه تمهيد الطريق لطموحاتها الخاصة.
قال فريد ساينز، المتحدث باسم شركة أبل، في بيان: “تعمل فرقنا بلا كلل على تطوير منتجات وخدمات تمكّن المستخدمين من توفير ميزات الصحة والعافية والسلامة الرائدة في القطاع”.
“تحاول شركة Masimo الاستفادة من هذه الابتكارات العديدة من خلال تقديم جهاز ينسخ ساعات أبل، وينتهك حقوق الملكية الفكرية، بينما يحاول أيضًا القضاء على المنافسة من السوق”.
ترجمة: إيمان فوزي نوفل