أزمة متفاقمة.. مطار بن غوريون يستغني عن مئات الموظفين
تواصل الحرب على قطاع غزة تعميق الأزمات الاقتصادية لمختلف الفروع والقطاعات بالسوق الإسرائيلي، ففي وقت يواصل قطاع السياحة تسجيل خسائر مالية وتراجع على صعيد السياحة الوافدة إلى البلاد، شرع مطار بن غوريون في تل أبيب بإجراءات تقشفية، تشمل خفض رواتب جميع الموظفين والمستخدمين، وإخراج المئات منهم في إجازة مفتوحة دون راتب، وتقليص خدمات شركات القوى العاملة المرتبطة به.
وفي إطار خطة التقشف والتقليصات في جهاز المستخدمين، التي كشفت عنها “صحيفة “يسرائيل هيوم”، أجرت سلطة المطارات الإسرائيلية، أمس الاثنين، محادثات مع الموظفين وأبلغتهم بقرار إخراج حوالي 600 منهم في إجازة دون راتب لفترة غير محددة.
ووفقا للخطة ستتقلص المخصصات المادية لنحو 1000 من الموظفين والمستخدمين بحوالي 25%، بينما ستخفض شركات القوى العاملة في المطار بحوالي 50%، وتجنبت سلطة المطارات المساس بشروط توظيف نحو 1000 موظف آخرين يخدمون حاليا في قوات الاحتياط بالجيش الإسرائيلي.
وأوضحت الصحيفة أن الموظفين الذين خرجوا إلى إجازة دون راتب، أو سيُستغنى عن وظائفهم هم من مختلف أقسام سلطة المطارات، بما في ذلك أقسام المناولة المخزنية والفرز والأمن، وغيرها من الأقسام المسؤولة عن تشغيل المطار الرئيس لإسرائيل.
وفي الأيام العادية، يعمل ما يقرب من 4600 موظف في مطار بن غوريون على مدار 24 ساعة، سيبقى منهم نحو 3 آلاف في أماكنهم إثر القرار الأخير.
خطة تقشف
ونقلت الصحيفة عن رئيس لجنة العمال في سلطة المطارات، بنحاس عيدان، قوله “اضطررننا إلى خطة التقشف وتقليص جهاز المستخدمين في المطار، لأنه لا يوجد عمل كافٍ للجميع، وقد يستغرق العمل بموجب الخطة 6 أشهر”.
وعلّقت سلطة المطارات على خطة التقشف بجهاز المستخدمين بالمطار بالقول “على الرغم من التراجع الحاد في نشاط الطيران في إسرائيل نتيجة الحرب، فإن سلطة المطارات امتنعت حتى الآن عن تسريح الموظفين لكن وفي ضوء الأوضاع، وبالتنسيق مع لجنة العمال، فقد تقرر إخراج مئات العمال إلى إجازة دون راتب”.
جاءت هذه الإجراءات التقشفية والتقليصات في جهاز الموظفين والمستخدمين بالمطار، في الوقت الذي تتواصل المفاوضات بين الحكومة الإسرائيلية والعديد من شركات الطيران العالمية التي علّقت نشاطها في إسرائيل منذ بدء عملية “طوفان الأقصى” التي شنتها المقاومة الفلسطينية على الاحتلال في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي؛ بسبب مخاطر الحرب وإلغاء بوليصة التأمين العالمية للطيران المتجه للمطارات الإسرائيلية.
إلغاء آلاف الرحلات
ومنذ الحرب على غزة، أُلغيت آلاف الرحلات الجوية لشركات الطيران الأجنبية من وإلى إسرائيل، وقد أعلنت معظم الشركات بالفعل أنها لن تستأنف رحلاتها حتى منتصف يناير/كانون الثاني 2024، حيث يعمل مطار بن غوريون من خلال شركات الطيران الإسرائيلية، ومن ضمنها “العال” التي تسيّر حاليا رحلات بشكل محدود جدا.
وأبقت شركات الطيران الإسرائيلي على عملها ونشاطها الجزئي في مطار بن غوريون، في أعقاب مصادقة لجنة المالية التابعة للكنيست على طلب المحاسب العام لوزارة المالية الإسرائيلية يهلي روتنبرغ، توفير إطار ضمان بمبلغ 6 مليارات دولار لتوفير التأمين ضد مخاطر الحرب لشركات الطيران الإسرائيلية، حسب ما أفادت صحيفة “كلكليست” الاقتصادية.
وإلى جانب النشاط الجزئي للشركات الإسرائيلية تعمل إدارات سلطة المطارات بالتنسيق مع الحكومة الإسرائيلية على إعادة شركات الطيران الدولية إلى إسرائيل في أقرب وقت ممكن، في وقت تتواصل المفاوضات بشأن الضمانات الحكومية لتوفير التأمين ضد مخاطر الحرب.
تمديد تعليق الطيران
وأعلنت مجموعة “لوفتهانزا”، التي تضم -أيضا- الشركتين السويسرية والنمساوية، عزمها العودة بشكل جزئي للرحلات الجوية إلى إسرائيل في 8 يناير/كانون الثاني المقبل، ومن المتوقع أن تحذو حذوها المزيد من الشركات العالمية، على أن توفر الحكومة الإسرائيلية ضمانات وتأمينات ضد مخاطر الحرب، حسب ما أفادت صحيفة “دى ماركر” الاقتصادية.
وستعود هذه الشركات الثلاث من مجموعة “لوفتهانزا” إلى تشغيل نحو 20 رحلة أسبوعية إلى إسرائيل، أي حوالي 30% فقط من جدول الرحلات العادية لهذه الشركات، التي كانت تصل إلى إسرائيل قبل الحرب على غزة.
وفي المقابل، أعلنت شركتا الطيران الأميركيتان، “أميركان إيرلاينز” و”دلتا”، أنه بسبب الوضع الأمني في إسرائيل، ستمددان إلغاء الرحلات ولن تعودا إلى العمل في إسرائيل حتى نهاية مارس/آذار المقبل. وانضمت إليهما -كذلك- شركة “إير أوروبا” الإسبانية، التي أعلنت تأجيل موعد عودتها إلى إسرائيل إلى بداية فبراير/شباط المقبل.
وقدّرت الصحيفة، أن العودة المرتقبة لمجموعة “لوفتهانزا”، لتسيير جزئي للرحلات من وإلى إسرائيل، يعود بالأساس إلى ضغوطات سياسية مارستها عليها الحكومة الألمانية الداعمة لإسرائيل بالحرب على غزة.
روتين الحرب
وحسب بيانات سلطة المطارات الإسرائيلية، فقد سُجّل ما يقرب من 23 ألف مسافر يوميا في عيد “الأنوار- الحانوكاه” الذي صادف الأسبوع الأول من شهر ديسمبر/كانون الأول الحالي، وأمس الاثنين مرّ عبر المطار ما يقرب من 22 ألف مسافر.
لكن لا تزال هذه الأرقام منخفضة بالنسبة لفترة عادية، وللمقارنة: ففي ديسمبر/كانون الأول من العام الماضي، مرّ ما متوسطه 62 ألف مسافر يوميا عبر مطار بن غوريون، علما أنه خلال الحرب على غزة، فإن شركات الطيران الإسرائيلية الثلاث الرئيسة فقط هي التي تعمل في إسرائيل؛ وهي: “العال” و”يسرائيل” و”أركيع” التي تسيّر رحلات من وإلى مطار بن غوريون.
وعزت الصحيفة الزيادة الطفيفة بعدد المسافرين والرحلات إلى عطلة عيد “الحانوكاه”، واستعدادا لعيد الميلاد واحتفالات رأس السنة الجديدة في 31 ديسمبر/كانون الأول الجاري.
بالإضافة إلى ذلك، قالت الصحيفة “لقد دخلت إسرائيل بالفعل في روتين الحرب، وسُرّح بعض جنود الاحتياط، وهناك شعور لدى بعض الإسرائيليين بأن الحرب تدار ويمكن احتواؤها، ومن الممكن السفر إلى خارج البلاد للتخفيف من ضغوطات الحرب”.