الأخبار

في أقصى شمال شرق الجمهورية التركية على البحر الأسود  يتلاقى كل ما هو جميل  تبحث عنه مختلف طوائف الوافدين إلى تركيا في ولاية واحدة، أنهارٌ وبحيرات ساكنة هادئة وسط غابات شاسعة، جبال شاهقة تقبع على قممها بحيرات متجمدة وتجري على منحدراتها أنهار متدفقة لتصنع شلالات عظيمة، حيوانات برية نادرة تعيش بهدوء في الغابات، ساحل البحر الأسود الساحر وآثار خالدة تركها قاطنوها القدماء، وغير ذلك من طبيعة ساحرة كفيلة بإطفاء شغف محبي الطبيعة الهادئة الخلابة، وهواة المغامرات من مجذفين ومتسلقي جبال و ممارسي المشي كما يجد فيها محبي الآثار ضالتهم.

تقع ولاية آرتفين، على الحدود التركية مع جورجيا، وأطلق عليها ” بوابة تركيا على القوقاز ” كونها ممر الوافدين  إلى تركيا من منطقة القوقاز، وتتميز الولاية بطبيعة خلابة تأسر قلوب زوارها.

ارتفاعها الشاهق جعلهم يطلقون عليها جارة السماء، وجمال طبيعتها اللامتناهي كون منها جنة سرية، تركت بصماتها في نفس كل من زارها و كما قيل عنها ” قضاء أسبوع واحد في مدينة أرتفين يعطي المرء طاقة تكفيه عاماً كاملاً “.

والولاية جاهزة لاستقبال زوارها طوال العام كما تستضيف مسابقات رياضية مختلفة كالتجذيف والتزلج، كما أنها تختص بمناظر استثنائية نادرة ومنوعة، قد لا تجدها مجتمعة في أي من مناطق العالم.

أولى تلك المشاهد بحيرة “بويوك دنيز” أو “البحر الكبير” وغيرها من البحيرات الواقعة بين قمم جبال “كاتشكار” في منطقة “يوسف إيلي”، التي قد يكلفك الوصول إليها رحلة شاقة ينتهي بك المطاف إلى طبيعة نادرة حيث البحيرات المتجمدة على فوهات الجبال البركانية، وهذا ما يبحث عنه المغامرون ومحبو المشي الطويل كما تجذب هواة التصوير الفوتوغرافي.

المشهد الثاني يستهويه محبي الحياة البرية، فغابات الولاية تتيح لهم فرصة رؤية رحلة الدببة الرمادية التي تنتقل في الصيف من غابات قضاء ” صاري قاميش ” إلى ريف قضاء “صاواشت”  بحثاً عن الطعام، وتضم الولاية محية طبيعية تعيش فيها الحيوانات البرية النادرة.

وفي منظر آخر تجد شلالاً ينحدر من ارتفاع هائل يصل إلى 92 متراً  في وادي ” كاميليت ” وسط الغابة، كما تتناثر في غاباتها أنهار وجداول وبحيرات تصنع أجمل لوحات الطبيعة، من أهم تلك الأنهار نهر ” تشوروح ” البالغ طوله 169 من أطول 10 أنهار في العالم، يستضيف مسابقات عالمية وأنشطة في رياضة التجديف.

تلك الطبيعة لم تكن بعيدة عن الحضارات القديمة التي تناثرت معالمها  كالكنائس والأديرة والقلاع، أبرزها كنيسة “دوليشانة” منارة المدينة التاريخية  وقلعة أرتفين ( ليفانة) التي بناها العثمانيون على بقايا قلعة أنشأها ملك بلغراد عام 937 للميلاد، إضافة إلى الجسور الحجرية القديمة المنحنية فوق الأنهار.

المصدر/نيوترك برس