هذا مايعيشه اصحاب رؤوس الأموال ومن يقتاتون على العمل الحر أو مصطلح التجارة .
يعيش أغلب اصحاب المهن الحرة في العالم العربي حياة الارتباط بين عمله الحر وبين منظومة البلد في فلسفة العمل الحر ( التجارة) والمبنية على الاحتكار وهذا بدوره يؤثر علي حرية العقل التجاري وسوف اطرح هذا المثال للتوضيح :
هناك معلم الشورمه وانتم تعرفون هذا المصطلح وهذا المعلم يقوم بجمع كمية من اللحوم ووضعها بطريقه عاموديه على النار ثم يجتمع عليه الزبائن للحصول كل على نصيبه ( بعد مايدفع الثمن ) وكلُ في لهفة لاستلام حصته ثم يقوم معلم الشورمه بالتقطيع رويدا رويدا بهدف توزيع الحصص حسب الأولوية
منهم من يحصل على الحصص الافضل وهناك من يحصل على الاقل جوده اما الذين هم أقل حظوه يحصلون على ماتساقط في قاع إناء الشورمه وهي الفتات وقد تعّود هؤلاء على هذه الطريقة لسنوات طويلة وإذا ماتوقف المعلم عن عمل الشورمه ينتظر الزبائن لحين توفر الفرصة القادمة للحصول على حصتهم من ( معلم الشورمه ) انتهى .
هذه الصورة تعبر عن مفهوم التجارة والتجار في العالم العربي حيث ان الحقيقة ليس هناك تجار أو تجارة بمعني الكلمة بل إنهم يعيشون حالة من الارتباط الكلي بمن يحتكر جميع الموارد والفرص لهذا السبب عندما تحدث هزات اقتصادية او انحسار الفرص يقف هذا التاجر مكتوف الأيدي ليس لديه حيلة أو حسن تصرف وهنا يشعر بالخوف السلبي حيث ان الخوف السلبي لا يدفع صاحبه لإيجاد الفرص البديلة بسبب ماتعود عليه من نمط التفكير التقليدي ( الاحتكاري ) التجاري يقف هذا التاجر في حيرة من أمره عندما يجد ان ماجمعه خلال الفتره الماضية يتناقص أمام عينه بسبب المصروفات الاعتيادية.
نكتفي بهذا القدر وسوف اتحدث في المقال القادم عن تجارب بعض الشركات التي إرادت الخروج عن عباءة معلم الشورمه ماذا صنعوا وماذا حدث لهم .
د.عبدالله العبدالكريم
الرئيس التنفيذي لمجموعة سكاي هاي
اسطنبول