اضطرابات فرنسا تهدّد القطاع السياحي وخسائر كبيرة في قطاعات اقتصادية متعددة
ألقت 5 ليال من أعمال الشغب في فرنسا بثقلها على قطاعات اقتصادية عديدة، أبرزها القطاع السياحي مع انطلاق الموسم الصيفي في أكبر دولة في العالم استقطابًا للسيّاح.
وتواجه الفنادق والمطاعم إلغاء حجوزات، كما تعرّض بعضها لأضرار مادية بسبب أعمال الشغب، إذ يشير رئيس الاتحاد الرئيسي لأصحاب الفنادق والمطاعم الشيف تييري ماركس، إلى معاناة القطاع في جميع المناطق المتضررة من الاشتباكات.
وجذبت فرنسا 66.6 مليون سائح أجنبي عام 2022 الماضي، أنفقوا 58 مليار يورو (نحو 63 مليار دولار).
المزيد من النهب
يتلقى ماركس يوميًا أنباء من مسؤولين في فنادق ومطاعم تفيد بهجمات ونهب وتدمير لأماكن أعمالهم، بما في ذلك بعض المطاعم والمقاهي، وهو يطالب السلطات بضمان سلامة الناس في صناعة الفنادق والمطاعم في أكثر الوجهات السياحية شهرة في العالم.
ودعا اتحاد التجزئة الفرنسي (FCD)، على لسان مديره الإداري، جاك كريسيل إلى تعزيز الأمن حول المتاجر.
وقد تعرّض أكثر من 100 متجر بأحجام متوسطة وكبيرة للتخريب والنهب أو الحرق، بحسب كريسيل الذي أشار إلى أن هذه الحوادث “خطيرة للغاية” ولها تكلفة “باهظة”.
قالت غرفة التجارة بباريس (إيل دو فرانس) إنها تضمن تعبئة فرقها “لتقديم الدعم الضروري والمساعدة الفنية، لا سيما فيما يتعلق بالعمليات المستمرة، وتعويضات التأمين للتجار ومديري الشركات المتضررة”.
مخاوف أمنية
من جانبها، انتقدت منظمة GHR للفنادق والمطاعم المستقلة في فرنسا “شبكات التلفزيون الأجنبية لعرضها صور باريس تحترق، وهو ما لا يتوافق مع الواقع”، وفق قولها.
وحذّر العضو المنتدب للمنظمة، فرانك ترويت، من استمرار أعمال العنف والشغب، متخوفًا من موجة إلغاء حجوزات، وقال: “هذا هو الخطر”، واعتبر أن السيّاح الآسيويين على وجه الخصوص، يهتمون بالأمن بشدة، وقد لا يترددون في تأجيل أو إلغاء رحلاتهم.
وفي المقابل، فإنّ “السياح البلجيكيين والبريطانيين، الذين لديهم أيضًا مشاكل في ضواحيهم، سيكونون قادرين على تفهم الأمور”، بحسب العضو المنتدب لشركة Protourisme، ديدييه أرينو، الذي رأى في التحركات عبارة عن حملة دعاية سلبية.
وتعرّض نحو 91 محلًا لبيع التبغ ومنتجاته للنهب والتخريب بحسب اتحاد تجار التبغ.
الوضع الاجتماعي
ما أسباب العنف وأعمال الشغب في باريس؟
نقلت وكالة الصحافة الفرنسية أرقامًا عن الفروقات الاجتماعية بين ضواحي العاصمة الفرنسية وسكان قلب المدينة، يمكن أن تفسّر أسباب النقمة التي لم تعد تقتصر على مقتل مراهق من أصول عربية على يد شرطي، بل تمتد إلى مشاكل اجتماعية أعمق، هنا أبرزها:
- 5.2 مليون شخص يعيشون في 1514 منطقة محرومة في 859 بلدة ومدينة في فرنسا والأقاليم الواقعة فيما وراء البحار (8%)، بحسب وكالة الإحصاء الوطنية الفرنسية.
- %18.6 معدل البطالة في عام 2020 في الأحياء المحرومة، وهو أكثر من ضعف المعدل الوطني البالغ 8%.
- %48 نسبة الناخبين من أفقر الأحياء الذين لم يتسجلوا للتصويت أو لم يصوتوا خلال الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية لعام 2017، مقارنة بمتوسط وطني يبلغ 29%.
- 9300 شاب من هذه المقاطعات تطوعوا في عام 2021 لخدمة وطنية جديدة قدمها الرئيس إيمانويل ماكرون للشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و24 عامًا، ويمثلون 12.5% من جميع المشاركين.