الأخبار

العملات الأوروبية تكافح لاكتساب الزخم مع ارتفاع الدولار .. من الرابح والخاسر؟

يقول محللون: إن التعزيز الأخير للدولار قد يفيد أوروبا ويضرها، حيث يتوقع مراقبو السوق تراجعا أكبر في عملات الكتلة الرئيسة في 2025 مع تولي الرئيس المنتخب دونالد ترمب منصبه في الولايات المتحدة واستمرار عدم اليقين الاقتصادي، حسبما ذكرت شبكة سي إن بي سي.

بلغ مؤشر الدولار الأمريكي – الذي يقيس الدولار مقابل سلة من العملات المنافسة – أعلى مستوى له في أكثر من عامين يوم الاثنين، بعد تقرير الوظائف الأقوى من المتوقع في الولايات المتحدة الأسبوع الماضي.

انخفض مؤشر الدولار 0.3% يوم الثلاثاء ليتداول عند 109.59. في اليوم السابق، ارتفع إلى 110، وهو أعلى سعر له منذ نوفمبر 2022.

مع تحرك الدولار الأمريكي صعودا، سجلت العملات الأوروبية أدنى مستوياتها منذ عدة أعوام. انخفض اليورو 0.4% إلى 1.0199 دولار يوم الاثنين، وهو أدنى مستوى له مقابل الدولار منذ أغسطس 2022. ولم يتغير كثيرا صباح الثلاثاء.

وفي الوقت نفسه، انخفض الجنيه الاسترليني – الذي تعرض بالفعل لضغوط في الأسابيع الأخيرة نتيجة ارتفاع تكاليف الاقتراض الحكومي ومخاوف بشأن اقتصاد المملكة المتحدة – بنسبة 0.8% ليتداول عند 1.2125 دولار يوم الاثنين، مسجلا أدنى مستوى له منذ أوائل 2023. وفي صباح يوم الثلاثاء، لم يتغير كثيرا.

من المرجح أن يظل الدولار الأمريكي مرتفعا مع تولي ترمب منصبه، حيث تكافح العملات الأوروبية لاكتساب الزخم، وفقا لبارتوش ساويكي، محلل السوق في شركة كونوتوكسيا.

وقال: “أرى احتمالا كبيرا لتحرك الأسواق بطريقة مماثلة لما لاحظناه خلال رئاسة دونالد ترمب الأولى – تحركات حادة ومتقلبة، ولكن بدون أي اتجاهات قوية، لذلك من المرجح أن يظل الدولار الأمريكي قويا في المدى القريب”.

على المدى الأطول، يتوقع ساويكي أن الدولار قد ينخفض، خاصة مع تذبذب توقعات خفض الاحتياطي الفيدرالي الفائدة بشكل كبير. مع ذلك، أشار إلى أن هذا لا يضمن أخبارا جيدة لعملات أوروبا.

وقال لشبكة سي إن بي سي: “ستكون الأرباع القليلة القادمة صعبة على كل من اليورو والجنيه الإسترليني، وقد يفشلان في جذب المستثمرين وتدفقات رأس المال نظرا لحقيقة أنهما متأثران بشدة باحتماليات حروب تجارية وعدم اليقين. نرى أن اليورو سيتداول عند 1.05 دولار في نهاية العام، والجنيه الإسترليني عند 1.25 دولار”.

في مذكرة للعملاء يوم الاثنين، قال جورج سارافيلوس، رئيس قسم أبحاث النقد الأجنبي العالمي في دويتشه بنك، إنه متشائم بشأن اليورو والجنيه الإسترليني.

يتوقع فريقه في دويتشه بنك نطاقا يراوح بين 0.95 دولار و1.05 دولار لليورو هذا العام، إضافة إلى أن احتمال فرض تعريفات جمركية جديدة من ترمب يعد أحد عوامل الخطر.

لكن كان لدى سارافيلوس نظرة إيجابية لعملة أوروبية واحدة. قال في مذكرة يوم الاثنين: “في سويسرا، نحن متفائلون بشأن الفرنك. نرى استمرار التيسير من جانب البنك الوطني السويسري، ولكن مع بلوغ الحد الأدنى القريب من الصفر قريبا، ستضطر وتيرة التيسير مقابل بقية العالم إلى التباطؤ”.

وقال أليكس كينج، متداول سابق في سوق الصرف الأجنبي ومؤسس منصة التمويل الشخصي جينيريشن موني، لشبكة سي إن بي سي: إن ارتفاع قيمة الدولار كان له آثار على كثير من الاقتصادات الأوروبية.

المملكة المتحدة، مثلا، قد تجد نفسها تكافح ارتفاعات أسعار جديدة. وأوضح في تعليقات عبر البريد الإلكتروني “قوة الدولار الأمريكي تجعل واردات الطاقة أكثر تكلفة، لأن المملكة المتحدة مستورد صاف للطاقة – بما في ذلك واردات الغاز الطبيعي المسال والنفط الأمريكيين. قد يؤدي هذا إلى ارتفاع التضخم خلال الأشهر المقبلة، ما قد يزيد من مخاوف التضخم الحالية بشأن التعريفات الجمركية الأمريكية المحتملة القادمة”.

وأشار إلى أن هذا قد يضع اقتصاد المملكة المتحدة في موقف محفوف بالمخاطر، لأن بنك إنجلترا “ليس لديه مجال كبير للمناورة للتخفيف من التضخم المتزايد” وسط ارتفاع تكاليف الاقتراض الحكومي والتضخم المستمر وزيادة تكاليف الأجور.
كما أن ألمانيا أصبحت مستوردا كبيرا للغاز الطبيعي المسال الأمريكي في الأعوام الأخيرة، لذا فإن ضعف اليورو قد يدفع تكاليف الطاقة إلى الارتفاع، ومن المرجح أن يتضرر قطاع التصنيع في البلاد بشدة.

وقال كينج: إن النرويج قد تجني بعض المكافآت من الدولار القوي. في صباح يوم الثلاثاء، ارتفعت الكرونة النرويجية بنحو 0.2%.

وأشار إلى أن “النرويج من المقرر أن تستفيد من قوة الدولار الأمريكي، لأنها دولة رئيسة مصدرة للنفط. مع تسعير صادراتها الرئيسة بالدولار، سيرتفع دخل النرويج. في الوقت نفسه، صندوق الثروة السيادية الضخم في النرويج لديه انكشاف كبير للأصول المقومة بالدولار، لذلك من المفترض أن يشهد هذا أيضا ارتفاعا في القيمة”.

مشاركة:

السياحة في تركيا
Tourism in Turkey
Türkiye'de Turizm