ثاني أيام معرض باريس الجوي.. صفقات جديدة وحضور هندي متزايد
شهد معرض باريس الجوي توقيع صفقات جديدة خلال يومه الثاني، مع تزايد الطلب من شركات الطيران لتعزيز أساطيلها، في ظل تعافي قطاع السفر الجوي من تداعيات كوفيد-19.
صفقات جديدة
وطلبت الخطوط الجوية الجزائرية شراء 8 طائرات بوينغ 737 ماكس 9 بقيمة مقدرة تبلغ مليار دولار، ووقّعت مذكرة تفاهم بشأن طائرتي شحن تجاريتين من طراز 737، ليجري تسليمهم في 2027.
كما أتمّت شركة تأجير الطائرات Avolon طلبًا لشراء 40 طائرة من بوينغ من طراز 737 MAX 8، في حين أكدت الخطوط الجوية الفلبينية طلبًا لشراء 9 طائرات من طراز Airbus A350-1000 ذات الجسم العريض بقيمة مقدرة تبلغ 3.3 مليار دولار، وأبرمت شركة Qantas صفقة لشراء تسع طائرات من طراز Airbus A220-300.
من جهتها، توقعت الخطوط الجوية الإثيوبية طلب شراء نحو 130 طائرة من شركتي إيرباص وبوينغ بعد وقت قصير من المعرض.
تراجع سهم بوينغ 3.16%، وقت إعداد هذا التقرير إلى 212.39 دولار، في حين ارتفع سهم إيرباص 0.29% إلى 131.86 يورو (143.70 دولار).
بذلك بلغت حصيلة طلبيات الطائرات لشركة إيرباص الفرنسية 539 طائرة منذ بداية المعرض (30 طائرة من شركة فلاي ناس و9 من الخطوط الفبينية و500 من شركة إنديغو الهندية) فيما بلغت حصيلة طلبيات بوينغ 48 طائرة (8 من شركة الطيران الجزائرية و40 من شركة أفولون)، وفق الصفقات المعلنة إلى الآن.
الهند تتصدر
يتوقع المشاركون في المعرض، طلب شركة طيران الهند شراء 470 طائرة من إيرباص وبوينغ، في ظل المنافسة المحلية المحتدمة مع شركة إنديغو IndiGo، بالإضافة إلى عدة شركات أخرى إقليميًا.
وظلت الصفقة المبدئية التي أُفصح عنها في فبراير/شباط الماضي، الأكبر في صناعة الطيران على الإطلاق، حتى يوم أمس، الذي شهد صفقة لمنافستها الهندية إنديغو من 500 طائرة إيرباص ضيقة البدن.
أدت جهود شركات الطيران الهندية لمواكبة سوقها المحلي الذي يعد الأسرع نموًا في العالم، إلى تدهور أرباحها رغم جهود شركات تصنيع الطائرات لتحقيق أهداف الإنتاج في ظل أزمة سلاسل التوريد.
إلا أن بعض المحللين أبدوا قلقهم من إفراط شركات الطيران في طلب الطائرات الجديدة للمنافسة في السوق نفسه، واجتذاب الركاب أنفسهم.
طلب متزايد وإنتاج ضعيف
شملت الصفقة المبدئية لشركة طيران الهند 250 طائرة من إيرباص (210 ذات جسم ضيق من طراز A320neo و40 من طراز A350 ذات الهيكل عريض)، و220 طائرة من بوينغ (190 من طراز 737 ماكس و20 من طراز 787 دريملاينر و 10 طائرات ميني جامبو 777 إكس)، فضلًا عن تأجير 25 طائرة أخرى من إيرباص لتصل الصفقة إلى 495 طائرة.
تُضاف فورة الشراء إلى علامات الطلب العالمي القوي على الطائرات المدنية مع ارتداد سوق السفر من وباء كوفيد – 19، كما أن شركات الطيران تتطلع إلى تقليل تأثيرها البيئي، من خلال طرازات جديدة أكثر كفاءة في استهلاك الوقود.
كان الطلب أكثر قوة على الطائرات ذات الجسم الضيق، لكن شركة رولز رويس لصناعة المحركات أشارت اليوم إلى أن الطلب على الطائرات ذات الأجسام العريضة عاد بقوة.
من ناحية أخرى، لا يزال صانعو الطائرات وموردوهم قلقين بشأن قدرتهم على تلبية الطلبات المتزايدة، مع ارتفاع التكاليف، ونقص قطع الغيار، وندرة العمالة الماهرة.
وبحسب الرئيس التنفيذي لشركة MTU Aero Engines، لارس واغنر، فإن نقص العمالة، ومشاكل إنتاج المسبوكات كانت أكبر صعوبات في سلسلة توريد المحركات.
تنافس هندي
اشتهرت شركة طيران الهند، بتميمة المهراجا، بطائراتها المزينة ببذخ وخدماتها الممتازة، لكن سمعتها تراجعت في منتصف العقد الأول من القرن الحادي والعشرين مع تصاعد المشاكل المالية.
وتهدف صحوتها، بعد أن أعادت شركة تاتا الاستحواذ عليها، إلى الاستفادة من قاعدة الهند المتنامية من المسافرين العاملين في أجزاء متعددة من العالم، والتي يخدمها حاليًا منافسون أجانب مثل الخطوط الإماراتية.
سيضع الطلب الضخم كذلك، طيران الهند في مكانة أقوى للتنافس مع شركة إنديغو IndiGo التي تمتلك حصة أغلبية في السوق الهندية، وموقعًا قويًا في الرحلات الجوية الإقليمية.